كشف الدكتور فؤاد شعبان عالم أول في مركز بحوث الاضطرابات العصبية في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي-، النقاب عن أنَّ العقاقير المستخدمة في علاج الملاريا والوقاية منها، قادرة في الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وذلك بناء على أبحاث ودراسات وتجارب أجريت في جمهورية الصين الشعبية، وبناء عليه قام باجراء دراسة للتثبت من صحة الدراسات، لافتا الى أنَّ المؤشرات الأولية تتجه نحو فعالية العقار، بالاستناد الى أنَّ أغلب الدول تستخدم هذين العقارين “الكلوروكوين، والهيدروكسي كلوروكوين” في البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا المستجد 19 “كوفيد-19” مثل دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الدكتور شعبان قائلا “انه طالما هذا العقار يسهم في الوقاية والعلاج لما لا يستخدم في الوقاية من فيروس كورونا المستجد 19، ومن بعد ان رأينا ما نشر من أبحاث متعلقة بالكلوروكوين وتأثيراته على الفيروس وجدنا أنه يتمتع بخاصيتين مهمتين، الخاصية الأولى يمنع التصاق الفيروس على جدار الخلية، فهناك حامض يتكون على الخلية يجذب الفيروس وتلتصق به، هذا العقار يمنع تكوين الحامض وهذا الجزء المهم من الاصابة، بالنسبة للعقارين لديهما تاريخ في الاستخدام للملاريا وأمراض أخرى، وأول استخدام في عام 1937 ولكن قبلها بمئات السنين، وجدوا أنَّ القدامى يستخدمون أشجارا تعرف بـ الـ”كنينة” لخفض الحمى بكافة أنواعها، حيث انها تحتوي على المواد المستخدمة في علاج الملاريا، ومن 1937 حتى الآن له تأثيرات ايجابية وأخرى جانبية، قد يؤثر على منظومة القلب، وعلى شبكية العين، وعلى الدم، وهذا لا يعني انه ليست له فوائد، ولكن ان أثبت فعاليته في منع الانتشار وسوف تتغير وبائية المرض الواسع الانتشار، كما أن الرئيس الأمريكي أعلن أنهم سيشرعون باستخدام العقار للأطباء وخاصة من هم على تماس مع المرضى، ولدينا أمل أن هذا الدواء فعال في منع انتشار الفيروس.”
الإصابات في أفريقيا منخفضة
وفي تعليق الدكتور حول دراسة أجراها تؤكد أن عدد الاصابات في الدول الأفريقية منخفضة رغم تواجد بعض الأمراض كالملاريا، قال الدكتور فؤاد شعبان ” انه من بعض الملاحظات ان الدول التي تعاني من الملاريا ويتناول أهلها الكلوروكوين بصورة منتظمة، نسبة الاصابات بفيروس كورونا المستجد بها منخفضة، كما نيجيريا، وأيضا الهند فنسبة الاصابة قليلة مقارنة بدول كالصين وأوروبا، وبناء على المعلومات الأولية والملاحظات أيقنت أن هناك أمرا ما وراء هذه الأعداد، وفي رأيي أن 50% من الأسباب هو تناولهم العقار والتطعيم ضد التدرن الذي قد يكون له دور، وهذا الذي دفع بنا لاجراء الدراسة.”
طفرات وراثية أو جينية
وعرج الدكتور شعبان في حديث لبرنامج المسافة الاجتماعية، على آلية عمل فيروس كورونا قائلا ” انَّ الفيروس هو فيروس سارس الذي ظهرت عليه طفرات وراثية أو جينية، فتحول الى هذا النوع من الفيروس وهو من النوع الذي له نتوءات بحيث تلتصق بخلايا الانسان بطريقة سهلة عن طريق مستقبلات موجودة على غلاف الخلايا في الجهاز التنفسي والرئتين، فيلتصق فيها ويبدأ يستخدم كل مكونات الخلية لصالحه فيبدأ بالاستفادة من الأنزيمات وبعد أن يتكاثر يخرج من خلية الى خلية أخرى فيدخل للدم ويسبب الآثار المعتادة، فالفيروس يلتصق بالجهاز التنفسي – الرئتين وخاصة الحويصلات الهوائية، فعندما يدخل يمنع دخول الأوكسجين للدم، لذا يعاني بعض المصابين من ضيق في التنفس، فلدى البعض قد تمتلئ الرئتان بالسوائل وتؤدي لعجز الجهاز التنفسي، ونسبة 80% لا تظهر عليهم أعراض، وهؤلاء الفئة هم من ينشرون الوباء في مجتمعاتهم، ومن الملاحظات في الصين خاصة يووهان وجدوا أن 5% تكون مستوى الاصابات شديدة ونسبة الوفاة عالية، و15% تكون الاصابات متوسطة، والفيروس يصيب كل الأعمار، ولكن بالنسبة للأطفال فلأن المستقبلات في الجهاز التنفسي غير مكتملة العدد فتقل بينهم الأعراض، فكلما كان الجهاز المناعي سليما، كلما حدَّ من فعالية الفيروس والتخلص منه، فتنتهي المعركة اما بالاصابة أو بأعراض خفيفة، فترة الحضانة من يومين الى 14 يوما، أو من 5 الى 7 أيام، وقد يتخلص منه عن طريق الجهاز المناعي بعد 28 يوما.”
حول فعالية الأجسام المضادة
وحول فعالية الأجسام المضادة أو البلازما في علاج أصحاب الحالات الشديدة، أوضح الدكتور فؤاد شعبان قائلا ” انَّه منذ دخول الفيروس للجسم تبدأ الخلايا المناعية بالعمل والدفاع عن أجهزة الجسم، وهذه الخلايا تبدأ من الأسبوع الثاني وتستمر حتى تتخلص من الفيروس، وتزداد نسبة الاجسام المضادة بعد اليوم الـ28 واليوم الـ30، ونحن سابقا كنا نتعامل مع بعض المصابين بأمراض كالحصبة بأخذ سيروم من شخص أصيب ونحقنه بالشخص المصاب ونسميها بالمناعة المنفعلة وليس الفعالة بل المنفعلة لأنها من مؤثر خارجي، وأعتقد ان لجأنا لبلازما الدم لعلاج الحالات الشديدة فالنتائج بإذن الله مضمونة، ونحن في قطر لدينا عدد كبير من المرضى المتعافين فاذا تبرعوا بدمهم نستطيع عزل السائل أو المصل والتأكد من خلوه من الفيروسات ويمكن استخدامه للحالات الشديدة لنقلل من خطر تدهور الحالة.”
السيطرة على الفيروس
وحول مدى اصابة الشخص بعد تعافيه من المرض، قال الدكتور شعبان ” انها افتراضية، فطالما الشخص قد اصيب فقد تولدت لديه اجسام مضادة، وبرأيي لو اصيب فمن المرجح أن هناك أسبابا معينة، فبعض المرضى الذين يتناولون عقاقير مثبطة للمناعة قد يصابون لكن الآخرين لا أظن اصابتهم ثانية بالمرض، لكن قد يرجع المرض بعد 6 أشهر او سنة.
وناشد الدكتور شعبان في ختام حديثه بضرورة تطبيق الاجراءات الاحترازية والوقائية التي تؤكد عليها وزارة الصحة العامة، وتجنب التجمعات، مع الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بالماء والصابون، للسيطرة على منحنى الاصابات ودفعه نحو الهبوط، لافتا الى أن جمهورية الصين الشعبية استطاعت أن تسيطر على الفيروس بسبب تعاون كافة أفراد المجتمع والالتزام بالاشتراطات والاجراءات الاحترازية التي كان من شأنها أن تحد من انتشار الوباء.
أحدث التعليقات