عودة الحياة إلى ووهان الصينية بؤرة انتشار فيروس كورونا حول العالم
ووهان (أ ف ب) -في مؤشر إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها، رفعت الصين الإغلاق عن مدينة ووهان البؤرة التي انطلق منها فيروس كورونا المستجد الذي خلف أكثر من 75 ألف وفاة في العالم وأدى إلى وضع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في العناية المركزة.
ورأى صحافيون من وكالة فرانس برس مئات الركاب العالقين منذ أشهر في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، يهرعون على الفور إلى محطات القطار بعد أن بات بوسع المدينة التحرر من حالة الشلل التي شهدتها بعد ظهور أولى الإصابات في نهاية 2019.
وقال رجل لم يرغب في ذكر اسمه والابتسامة على وجهه، “لقد عشت محبوساً 77 يوماً!”، وهو متجه للمحطة بهدف العودة إلى تشانغشا، على بعد 350 كيلومتراً تقريباً.
وفي سياق متصل، تحقق ما كانت الصين تنتظره منذ ثلاثة أشهر: للمرة الأولى الثلاثاء لم تسجّل أي وفاة جديدة في حصيلتها اليومية، منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر.
ومع انتقال بؤرة العدوى إلى أوروبا، ارتفع مستوى القلق في بريطانيا التي بدا وكأنها أصيبت بصدمة بعد إدخال رئيس حكومتها المحافظ إلى قسم العناية المركزة مساء الاثنين بعد أن اشتدت عليه عوارض كورونا المستجد.
وقال المتحدث باسمه الثلاثاء إنه “يتلقى الرعاية الروتينية بالأكسجين ويتنفس دون مساعدة”. وجونسون الذي ألقي عليه اللوم لاستخفافه بخطورة العدوى، هو الوحيد المصاب بالمرض بين قادة العالم.
وفي وقت سابق، قال وزير الدولة مايكل غوف لإذاعة “إل بي سي” البريطانية “تلقى رئيس الوزراء دعماً بالأوكسجين ويخضع لمراقبة حثيثة”.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي كلّفه جونسون الحلول محلّه “حيثما تقتضي الحاجة”، أنّ الحكومة ستستمر في تنفيذ الخطط الموضوعة لـ”هزيمة” الوباء في المملكة المتحدة التي باتت إحدى دول أوروبا الأكثر تأثراً بالمرض، بتسجيلها أكثر من 50 ألف إصابة و6159 وفاة، آخر 786 منها سجلت في خلال 24 ساعة.
– تخفيف الضغط -وكانت أوروبا، القارة الأكثر تضرراً جراء الوباء العالمي مع تسجيلها أكثر من 54 ألف وفاة، تأمل بترسيخ بوادر الأمل التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع الفائت عندما تراجع عدد الوفيات في إيطاليا وإسبانيا.
لكن عادت الحصيلة اليومية للوفيات الى الارتفاع من جديد في إسبانيا بعد أربعة أيام من الانخفاض، فسجلت 743 وفاة الثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية لديها إلى 13798 وفاة.
ولوحظ الاتجاه نفسه في فرنسا التي سجلت 597 وفاة إضافية خلال 24 ساعة في مستشفياتها، لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى 10328 وفاة.
أما إيطاليا أكثر بلدان العالم تضرراً فارتفعت حصيلتها إلى 17127 وفاة.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع، استقر عدد الأشخاص الذين نُقلوا إلى المستشفيات في العديد من البلدان، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا، مما عزز الأمل في أن تكون الجائحة في طريقها لبلوغ ذروتها.
وقالت الطبيبة ماريا خوسيه سييرا من مركز الإنذار الصحي الإسباني: “على الرغم من التباطؤ، بدأنا نلحظ قدراً من التراجع في الضغط على طواقم المستشفيات ووحدات العناية المركزة”.
وبالمثل تحدث الطبيب ريكار فيرير عن وضع مستقر في مستشفى فال ديبرون، وهو الأكبر في برشلونة، وقال “تلقينا 24 مريضاً جديداً يومياً على يومين”، وأضاف “ما زلنا نتوقع أسبوعا أو أسبوعين حرجين للغاية”.
– بطالة هائلة -وبالمثل تعول الأسواق على تراجع الوباء، ففي آسيا كما في أوروبا، أقفلت البورصات الرئيسية مع ارتفاع إلى حد كبير، في حين افتتحت وول ستريت أيضاً على ارتفاع، كما في اليوم السابق.
ولكن يبدو أن الركود العام أمر لا مفر منه في عام 2020، إذ تحذر منظمة العمل الدولية من أخطر أزمة في سوق العمل “منذ الحرب العالمية الثانية”، مع احتمال تأثر 1,25 مليار عامل بالأزمة.
وفي محاولة لمواجهة الركود الناتج عن الأزمة الصحية، وفيما حض رئيس مجموعة اليورو ماريو سينتينو على اعتماد “خطة انعاش منسقة واسعة النطاق” كان يؤمل أن يتوصل وزراء مالية الاتحاد الأوروبي لاتفاق على الإجراءات الاقتصادية الأولى في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأعلن الاتحاد الأوروبي من جهة ثانية أنه سيضمن أكثر من 15 مليار يورو لمساعدة الدول الأكثر ضعفا في إفريقيا وبقية العالم.
ويدور نقاش عالمي أيضاً بشأن إلغاء إجراءات العزل، ما يثير الخشية من أن يتراجع الالتزام بالتدابير من جانب قرابة أربعة مليارات شخص أي أكثر من نصف سكان العالم، تُرغمهم أو تدعوهم السلطات للبقاء في منازلهم حاليا.
فمن بعد النمسا الاثنين، أعلنت النرويج بدورها عن تخفيف تدريجي لإجراءاتها بدءًا من 20 نيسان/أبريل، مع إشارة البرتغال إلى بدء العودة إلى الوضع الطبيعي في أيار/مايو.
في مواجهة الظروف الصحية المتباينة داخل الاتحاد الأوروبي، تخلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن عرض “المبادئ التوجيهية” التي كان مقرراً أن تكشف عنها الأربعاء لضمان خروج منسق من الحجر. وقال مصدر أوروبي “إن المفوضية لا تريد المخاطرة بإعطاء إشارة تخفيف يمكن أن يساء فهمها”.
في المقابل، قررت اليابان إعلان حال الطوارئ لمدة شهر كمرحلة أولى في طوكيو وست مناطق أخرى في الأرخبيل، في مواجهة الارتفاع الجديد لعدد الإصابات بوباء كوفيد-19.
– تحويل كاتدرائية إلى مستشفى -ولا تسمح حال الطوارئ للسلطات اليابانية أن تفرض عزلاً مشدداً كما في الدول الأخرى، لكنها تعطي لحكام المناطق المعنية إمكانية التشديد على السكان البقاء في بيوتهم وطلب إغلاق موقت لبعض المتاجر غير الأساسية.
في الولايات المتحدة حيث تجاوزت الحصيلة 10 آلاف وفاة، مدّد أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، تدابير العزل حتى 29 نيسان/أبريل، معتبراً أن “الوقت الحالي غير مناسب للتراخي”.
وسجّلت ولاية نيويورك أكبر حصيلة يومية لوفيات فيروس كورونا المستجد، مع إعلان كومو عن وفاة 731 مصاباً خلال 24 ساعة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات في الولاية إلى 5489 حالة.
ويجري تحويل كاتدرائية القديس يوحنا الواقعة في مانهاتن، إلى مستشفى ميداني عبر نصب خيم طبية في داخلها.
أحدث التعليقات